الجزائر: أشكال وفرص تمويل الثقافة في المنطقة المغاربيّة
Aug 2018نظّمت مجموعة العمل حول السياسة الثقافيّة بالجزائر GTPCA، وبالتعاون مع جمعية النجمة الثقافيّة لآقبو، في إطار الموائد المستديرة لمجموعة العمل، لقاء حول موضوع: أشكال وفرص تمويل الثقافة في المنطقة المغاربيّة، وذلك يوم السبت السابع من شهر تموز/ يوليو 2018.
عن وقائع وتوصيات اللقاء تتشارك معنا حبيبة العلوي عضو المجموعة التقرير المكثف التالي.
تأتي هذه الندوة كحلقة أولى من سلسلة من الموائد المستديرة التي تنوي "مجموعة العمل حول السياسة الثقافية بالجزائر" تنظيمها، لبعث النقاش حول استعصاءات المشهد الثقافي الجزائري واقتراح حلول عمليّة لها بناء على عمليّة تفكير جماعي منطلقة أساساً من مطالبات الفاعلين الثقافيين النشطين على الأرض، ويعدّ موضوع هذه المائدة من المواضيع الأكثر إلحاحاً على المشهد الثقافي الجزائري اليوم بالنظر إلى الانهيار المنتظم الذي تشهده ميزانية القطاع الثقافي بالجزائر. هذا الانهيار الذي مرّ بسلاسة كبيرة خاصّة أمام صمت الفاعلين الثقافيين الذين لم يستشعروا فرقاً كبيراً بين زمن البحبوحة وزمن التقشف.
ما ميّز ندوة آقبو هو بداية فتح النقاش حول ما يمكن خلقه من تمويلات بديلة للقطاع الثقافي في ظل انسحاب الدعم العمومي الكبير، كذلك عن الإجراءات القانونيّة التي يتوجب أن ترافق هذه العمليّة خاصّة وأن قانون الجمعيات الأخير مازال يكبّل القطاع الثقافي المستقل، هذا على الرغم من الخطاب الرسمي لوزارة الثقافة الذي يدعو إلى فتح المشهد الثقافي الجزائري إلى مساهمة الخواص. لكن تبقى هذه المساهمة سواء للخواص أو للمانحين الدوليين يميزها الكثير من التعسير، نظراً أولاً لتأجيل النقاش العام حول ضرورة تبني حلول براغماتية وبديلة لتمويل القطاع الثقافي تحصل على إجماع جزائري ولو نسبي، وثانياً لغياب تقاليد التعامل ومانحيين غير عموميين في المشهد الثقافي الجزائري ممّا يربك مسار العملية ككل.
سمحت إذن الجلسة الصباحية للندوة التي نظمتها المجموعة بالتعاون مع جمعية النجمة الثقافية لآقبو العريقة (40 سنة من التواجد)، أولاً بطرح مشروع المجموعة والتعريف بإنجازاتها منذ سنة 2011، وذلك بفضل مداخلات أعضائها: عزيز حمدي الذي قدم "الخريطة الثقافية للجزائر" التي أصبحت تضم أكثر من ألف مؤسسة ثقافية منتسبة، مالك شاوي الذي يسّر الجلسة وحبيبة العلوي التي قدمت المجموعة ومشروعها وإنجازاتها بداية من وثيقة السياسة الثقافية وانتهاء بالخريطة الثقافية وورشات التدريب في الإدارة الثقافية لتقدّم في الأخير موضوع الندوة وعلاقته بالظرف الدقيق الذي يشهده الواقع الثقافي الجزائري، ليفتح النقاش بعدها مباشرة حول موضوع تمويل القطاع الثقافي وواقعه المغاربي، بحضور الخبيرة الدولية في حشد التمويلات للقطاع الثقافي وفاء بلقاسم التي عرضت في مداخلة مفصّلة خصوصيّة عملية حشد التمويل للقطاع الثقافي وما يتوجب على الفاعل الثقافي أن يكتسبه لينجح عملية جلب تمويلات بديلة لمؤسسته الثقافية والخبرات التي عليه أن يتحكّم بها، وفاء بلقاسم التي تعد من بين أهم الخبراء الدوليين في هذا المجال ستدير في الجلسة المسائيّة ورشة حول آليات إنجاح عملية حشد التمويل، هذه الورشة التي خرجت بتوصيات أهمّها على الإطلاق: ضرورة تنويع موارد المؤسسات الثقافية لضمان الاستقلالية والديمومة، كذلك الحرص على الانتظام في شبكات كمطلب أساس لنجاح عملية حشد التمويلات التي لا يمكن أن تنجح دون تعاون الفاعلين، إذ أن التنافس لا يلغي التعاون، لتؤكد أيضاً على دعم خطط حشد الموارد بدراسات تبرز الأثر الاقتصادي والاجتماعي للفعل الثقافي لمزيد من التعبئة حول ضمان نسبة معقولة للقطاع الثقافي من إجمالي ميزانية الدولة، كذلك لإقناع المانحين الخواص والدوليين، كما تم التشديد على مطلب الاقتصاد في الإنفاق كعمادة أساسية في هذه العملية. إلى جانب ذلك نظمت المجموعة ورشتين، الأولى حول آليات الترويج للمشاريع الثقافية من إدارة عزيز حمدي، والثانية حول التخطيط الإستراتيجي للمؤسسة الثقافية من إدارة نسيم تواتي (فاعل ثقافي وعضو في المجموعة). واختتم اللقاء بحفل فنّي على وعد نشر التوصيات النهائية قريباً لمزيد من الإفادة.