العراق: اغتيال الكاتب علاء مشذوب في كربلاء
Feb 2019أطلق مسلحون مجهولو الهوية الرصاص على الكاتب العراقي علاء مشذوب مما أدى إلى مقتله وذلك يوم 2 شباط/ فبراير 2019 قرب منزله في مدينة كربلاء.
تعتبر جريمة اغتيال مشذوب أول جريمة اغتيال كبيرة تطال كاتباً وناشطاً مدنياً تقع في عهد حكومة عادل عبد المهدي الذي تولى رئاسة الوزراء في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، بعد أن وقعت مجموعة من جرائم الاغتيال لناشطين مدنيين وفتيات موديل ومراكز تجميل في نهاية الدورة الرئاسية لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي عام 2018.
فخلال شهرين توفيت دكتورة التجميل رفيف الياسري، ومن بعدها خبيرة التجميل رشا الحسن في ظروف غامضة في بغداد، تَلتهم الناشطة الحقوقية سعاد العلي في البصرة، والتي اغتيلَت بطلق ناري في الرأس أمام كاميرات المراقبة. ثم عارضة الأزياء العراقية ووصيفة ملكة جمال العراق السابقة تارة فارس والتي قتلت في وضح النهار بعدة إطلاقات نارية مباشرة نحو الرأس والصدر.
علاء مشذوب من مواليد 1968. تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد ثم حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه. له 20 إصداراً بين روايات ومجموعات قصصية وكتب نقدية متخصصة في السينما والتلفزيون.
وكانت وزارة الثقافة والسياحة والآثار قد نعت مشذوب فيما أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بياناً ندد فيه بالجريمة.
كتب واسيني الأعرج في مقال له في صحيفة القدس العربي عن الواقعة: "لم يكن الروائي علاء مشذوب نكرة، كان شخصية فعالة في المجتمع ونشيطاً مهماً، لهذا لم يكن اغتياله وليد خطأ أو صدفة، ومساره الإبداعي والاجتماعي يشهد له بخاصية الفعالية ..(...)... كان علاء مضاداً للتزمت الديني في مقالاته، كما كتب الكثير عن رفضه للاحتلال الأمريكي للعراق في جرائد الصباح، والزمان، والمدى، والصباح الجديد، والاتحاد، وغيرها. الاغتيال بهذا المنطق، كان موجهاً ضد طاقة فعالة عربياً وعراقياً ..(...)... يكفي أن نرى بروفايل المغدورين لندرك أن الأمر لم يكن ثانوياً ولا خاضعاً للصدفة، ولكنه نظام مهيكل بأهداف آنية يقصد من ورائها التخويف، وأهداف استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على العالم العربي على وضعه كما هو، في وضعية ستاتيك، من الثبات والتخلف، وهو ما يرضي المؤسسات السياسية والاقتصادية المحلية والعالمية التي جعلت من العالم العربي مساحة للفساد والنهب".