أجيال عديدة من المسرح العربي والإفريقي تودّع المسرحي التونسي عز الدين قنون
Mar 2015"الكبار يعملون بصمت ويبدعون بتواضع ويقاومون بأنفة ويموتون بعز... أعز الله ذكراك وأكرم مثواك وألهمنا الصبر والسلوان...".
بهذه الكلمات تعبّر الممثلة والفاعلة الثقافية اللبنانية حنان الحاج علي عن شعورها حيال رحيل المخرج التونسي الكبير عز الدين قنون الذي توفي البارحة 29 آذار/ مارس 2015.
تتابع حنان حديثها عن مؤسس أول مركز عربي إفريقي للتكوين والبحوث المسرحية سنة 2000 قائلة: "لقد عرفت عز ناشطاً ثقافياً سياسياً اجتماعياً لا يكل ولا يمل يناصر قضايا الحق والإبداع وحرية التعبير، فتح مصراعي فضاء الحمرا لمشروع المواطنة واستقبل المريدين والمنتقدين والمشاكسين، أسس لتجربة رائدة في التدريب والتعليم البديل فكان مختبر الحمرا العربي الإفريقي خير مثال على الحرفة المتأصلة والخبرة المتمكنة التي سمحت للمئات من الفنانين العرب والأفارقة بالتدرج المهني المدروس والمسؤول في اكتساب الخبرات في التمثيل والإخراج والإضاءة والكتابة والدراماتورجيا. أعماله المسرحية متوهجة متجددة لا تهادن إبداعياً ولا تساوم سياسياً".
كان عز الدين قنون أحد الأعضاء المؤسسين لمؤسسة المورد الثقافي وعضواً في المجلس الفني والجمعية العمومية للمؤسسة منذ عام 2004 وحتى تاريخ وفاته، وهو الأمر الذي تراه حنان، التي ترأست المجلس الفني للمورد من 2009 إلى 2012، قيمةً مضافةً فــ "عضويته لمؤسسة المورد الثقافي ومجلس إدارتها كشفت الجانب الرائي والمتبصر والناقد المحفز في شخصيته".
عز الدين قنون حصل سنة 1980 على الإجازة في الدراسات المسرحية من جامعة السوربون الجديدة وهو مؤسس فرقة "المسرح العضوي" سنة 1981. وهو مدير مسرح الحمرا منذ أواخر الثمانينات وحتى وفاته.
عن لقائهما الأخير تتابع حنان، أحد مؤسسي جمعية "شمس" للمسرح والسينما في لبنان، قائلة: "لقد أبى الزميل والصديق والفنان عز الدين في آخر زيارة لنا في تونس خلال الورشة الأولى لتونس بلد الفن إلا أن يكتم آلامه ويداري تعبه ويأتي إلينا في بنزرت ليشاركنا الحفلة الختامية والعشاء الذي يليه.... لقد كان العشاء الأخير معه وكنت اقرأ في عينيه الصامتتين البليغتين أبجدية المقاومة لكل أنواع الغدر والزيف والانحطاط. رحمك الله يا معلّم.. وتغمدك بواسع رحمته".
يعتبر عز الدين قنون من روّاد المسرح التجريبي التونسي وأحد أهمّ المدربين في مجال المسرح على المستوى الوطني والإقليمي. ومن أهم مسرحياته "طيور الليل" عام 1996 و"نواصي" عام 2000 و"رهائن" عام 2006 و"حب في الخريف" عام 1997 و"غيلان" عام 2013.