الأردن - ندوة حوارية تناقش "المنهج الخفيّ الذي يحرّم الفنون"
Sep 2015أقام مهرجان حكايا الثامن ندوة حوارية بعنوان “المنهج الخفيّ الذي يحرّم الفنون" بمشاركة الدكتور مروان المعشر والناشطة الثقافية سمر دودين والدكتور ذوقان عبيدات والأستاذة دلال سلامة.
تعرّف سمر دودين هذا المنهج بأنه "منظومة ثقافية دوجماتية، يتم تداولها وتعليمها للنشء بطرق غير معلَنة. وهو يؤكد، في المدرسة والجامع والمنتديات الثقافية، على أحادية مؤسفة في النظر إلى الذات والآخر. وبالتأكيد، فإن استبعاد الفنون والفلسفة والدراسات الثقافية من مدارسنا، والكثير من مراكزنا التنموية، ما هو إلا أحد مظاهر هذا المنهج".
وترى دودين بأن الترويج للفنون على أنها حرام شرعا، وأن التعبير الحر من خلال وسائط الفنون هو عمل يجب الحد منه بالإرهاب الفكري لقوى التطرف والتجهيل، إنما يزرع بذور الإقصاء، ويؤسس للاستبداد المعرفي والاجتماعي الكفيل بكل أشكال العنف.
وكانت الباحثة سمر دودين قد أوضحت في مادة نشرتها سابقاً حملت نفس عنوان الندوة، بأن "المادة الرابعة من قانون التربية والتعليم لسنة 1994 قد نصت على أن أحد الأهداف العامة للتربية في الأردن هو (تذوق الجوانب الجمالية في الفنون المختلفة وفي مظاهر الحياة). وهذه عبارة صريحة ومهمة تؤكد أهمية الجمال والفنون من وجهة نظر المشرع التربوي في بلادنا. إلا أن أي قارئ مطلع على مناهجنا يعرف تمام المعرفة أن عملية التذوق الفني شحيحة؛ إذ يشكل منهج الفنون من المنهج الكلي في الأردن نسبة 1 % فقط".
كما تحدث الدكتور مروان المعشر عن افتقار المناهج وطرق التدريس للتفكير النقدي واحترام الاراء المختلفة ومكونات المجتمع المتعددة، ويربط ذلك بتطوير مفهوم حداثي للمواطنة الحاضنة للتنوع والفنون والفلسفة والموسيقى.
واضاف المعشر -الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق- في معرض اجابته على سؤال حول تغاضى الدولة عن هذه النظرة الاحادية وتغييب التنوع في التعليم، بأن فتح هذا الباب يعني بالنسبة للدولة فتح ابواب اخرى للتعددية قد ترى بأنها تهدد الامن والاستقرار مع ان الخيار الموجود امامنا اليوم هو ما بين وجع رأس التعددية أو سرطان الاحادية والاقصاء.
من ناحية أخرى فقد عرضت الباحثة دلال سلامة شواهد علمية عن جذور رفض التنوع في النظام التربوي في الأردن، وكيف أنها تذهب أبعد من رفض الآخر المختلف دينيا إلى رفض كل آخر، وهي تفعل ذلك من خلال تنظيم الذات المختلف، مقابل شيطنة المختلف، في بعض المواضع، أو تغييبه في مواضع أخرى.
كما تساءلت الباحثة في دراسة لها حول المناهج المدرسية: “هل نريد مواصلة إنتاج أجيال يُقال لها إن كل من ليس مسلماً سيذهب إلى النار؟ لأن كتب المدارس، وإن لم تتبنَّ المقولة السابقة صراحةً، تفعل ذلك ضمناً، عندما تنغلق على رؤية وحيدة للعالم، وتحكم بالضلال على كل ما عداها، حتى من دون عرضه”.
إضافة إلى ذلك فقد أشار د.ذوقان عبيدات إلى أن الأصول الداعشية في المناهج الأردنية حيث أحالها إلى غياب ما ينمي الدماغ، بسبب وجود الكتب والامتحانات ذات النمط السردي التلقيني، إضافة لتغييب الفن والموسيقى والشعر والعاطفة والحب والذوق عن المناهج، وهو يرى بأن هذا أمر مقصود.
أقيمت ندوة "المنهج الخفي الذي يحرّم الفنون" يوم السبت 5 أيلول/ سبتمبر 2015 في غاليري رأس العين ضمن الدورة الثامنة من مهرجان حكايا.