العراق - "المجموعة الوطنية للسياسات الثقافية" تدعو مجلس النواب لإعادة النظر بالتشريعات الثقافيّة
Sep 2015عقدت المجموعة الوطنية للسياسات الثقافية في العراق ندوة جديدة للتعريف بمشروعها في محافظة ميسان، قدّمها الشاعر رعد زامل الذي تحدث عن أهمية تنظيم الجهود للنهوض بواقع الثقافة العراقيّة، وهذا المشروع الجديد يحاول ذلك، معرّفاً بسيرة بعض الأسماء المنضوية في المجموعة، داعياً الشاعر حسام السراي لتقديم بعض التصوّرات للحضور، إذ ذكر السراي: "هذا الاشتغال ليس بدوافع آنية، بل هو سعي من أجل إيجاد واقع جديد، يعيد النظر بالتشريعات الثقافيّة أولاً ويطرح أفكاراً بشأن قراءة وتقييم الوضع الثقافي في محافظات العراق، ضمن إطار التعريف- عربيّاً- بالحراك ما بعد نيسان 2003 على مستويات الأدب والفنّ التشكيلي والسينما والمسرح".
ونوّه إلى أن "الحاجة ملحة اليوم للسؤال عن مشاريع قوانين سمعنا بها، مثل قانون رعاية الروّاد، وغيرها من المشاريع التي تصحح الوضع القانوني للعمل الثقافيّ في العراق، وهذا ما يمكن تحقيقه عبر جمع الأفكار التي يراد وضعها في مسوّدات لقوانين، وأيضاً بجمع شهادات من محافظات مختلفة ووضع نقاط محدّدة في الاستبيان الذي ستعمله المجموعة".
في حين قال المخرج المسرحي كاظم النصّار ضمن مشاركته للتعريف بالمجموعة وأهدافها: "يحقق المشروع فرصة لإعادة النظر بمجمل المشهد الثقافيّ العراقيّ خلال أكثر من عقد قد مرّ على الحياة الثقافيّة العراقيّة، لنوثّق مثلاً وضع البنى التحتيّة للثقافة العراقيّة من مسارح ودور عرض ومكتبات، وعلينا أن نستثمر الجو الاحتجاجي كمثقفين للضغط باتجاه إقرار تشريعات ثقافيّة".
واستعاد النصار أمام الجمهور ما جرى مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الذي زار المسرح الوطني قبل فترة، وتعرّض إلى الكثير من النقد والاتهامات المتعلّقة بأداء المجلس تجاه الثقافة والمثقفين، ورد الأخير بأن "هذا الكلام والاتهامات لا تنتج شيئاً، وإنّما لنضع على الطاولة مشاريع قوانين يمكن لمجلس النواب أن يناقشها"، وأكمل مخرج أعمال "مطر صيف" و"نون" حديثه قائلاً: "لذا علينا اليوم بأن ندفع بمقترحاتنا لتكون صياغات أوليّة لقوانين سيتم البحث فيها مطولاً في المؤتمر الذي ستنظمه المجموعة ببغداد وتدعو إليه نخبة من مثقفي وفناني العراق".
بعدها فتح الباب أمام مداخلات الحضور، ومن بينها مداخلة للشاعر والإعلامي كاظم غيلان، الذي قال فيها: "بقدر ما فقدت الثقة بالحكومة فإنّها فقدت أيضاً بالمجتمع المدنيّ، لذا يجب تأكيد فكرة إنّكم لستم منظمة مجتمع مدني، مراعاة للحساسيات الموجودة التي أوضحتها".
في حين أكّد عدد من الحضور على "ضرورة التحرك السريع وتعميق النقاش لتحقيق نتائج واضحة تعود بالفائدة على الوسط الثقافيّ، وكيف إنّ عدداً من اللجان المسؤولة عن الثقافة في مجالس المحافظات، لا علاقة لها بالشأن الثقافيّ، إن لم تكن تحتقره".
واختتمت الندوة بالدعوة إلى ضرورة التواصل مع أطياف من المثقفين والفنانين، عبر الذهاب إلى محافظات أخرى وجمع تصوراتهم وأفكارهم.