"الأمن القومي" يمنع دخول الكاتبة التونسية آمال قرامي إلى مصر
Jan 2016"تهديد الأمن القومي في مصر".
هذه هي الذريعة التي استخدمها الأمن المصري لمنع دخول الكاتبة التونسية آمال قرامي إلى مصر.
وكانت الكاتبة التونسية والأستاذة الجامعية المتخصصة في الحضارة الإسلامية وقضايا النوع الاجتماعي قد لبّت دعوة مكتبة الاسكندرية لحضور مؤتمر حول مجابهة الإرهاب بعنوان "مناهج البحث في التطرف والإرهاب" خلال القسم الأول من شهر كانون الثاني/ يناير 2016، لتجد اسمها مدرجاً على قائمة الممنوعين من دخول مصر بسبب "تهديد الأمن القومي".
استمر حجز الكاتبة ليلة واحدة (من ليلة السبت 2 كانون الثاني/ يناير وحتى صباح الأحد)، حيث لم تفلح محاولات مكتبة الاسكندرية في تسهيل دخول الكاتبة التونسية إلى مصر.
وقد كتبت قرامي شهادتها عن ليلة احتجازها عل صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وفي ما يلي نص الشهادة:
ليلة حجزي بشرطة ميناء القاهرة الجوي
‘المحجوزة’ هكذا يغدو اسمي
ممنوعة من دخول مصر…والسبب تهديد الأمن القومي
حين يغدو قلمي صنو السيف والرمح والكلايشنكوف مهددا لأمن البلدان …أقول ذاك هو العجب العجاب فما الذي اقترفت يدي ؟
حين ادعى لتقديم محاضرة حول “تقييم مناهج البحث في التطرف والإرهاب : الحصيلة والمقترحات’ ثم اعد في خانة الإرهابيين …تستوي الأضداد
حين يسحب منك هاتفك وحاسوبك ويقال لك إلى التحقيق يا محجوزة …تفكر أكثر مرة …في معنى التطرف والإرهاب
حين تحجز من الساعة ال4ز30 مساء إلى ال8 والربع صباحا ترى وتعايين وتخاطب فئات متعددة …السوري صاحب التأشيرة “المضروب” والملتحي ، والمهربين للمخدرات والإفريقيات الطامعات في العمل …كلها فئات تودع في الحجز ..تتساءل وإذا المحجوزة حجزت بأي ذنب صودرت حقوقها : الحق في أن تعرف ما وجه الخطورة في الاشتغال بالفكر؟ والحق في أن تحفظ كرامتها ، والحق في يتعامل معها تعاملا إنسانيا؟
حين تساق إلى غرفة الإستحمام برفقة أمني وحين تساق إلى الطائرة ويصحبك الأمن ويرافق المرافق حتى “تسليمك إلى الأمن التونسي” …وحين تجرد من جواز سفرك تغدو بلا هوية ..تتساءل من أنا؟
القصة ذكرتني بمسلسل ‘ليلة القبض على فاطمة” وتساءلت هل أن مقالاتي بالشروق المصرية طيلة 3 سنوات مزعجة إلى هذا الحد؟ هل هي مواقفي؟ هل هي ؟ هل هي؟….المهم أنني عرفت اليوم ما معنى أن تتحول إلى Persona Disagrata
من المضحكات المبكيات ..زميلي الملتحي في الحجز قال لي ادعيلي يا دكتورة …حيفرج الله عليك مش من مقامك الحجز …خرج زميلي الملتحي بعد التحقيق سالما وحجزت للتحقيق المطول …
أشكر مكتبة الإسكندرية لكل جهودها المبذولة واعتذارها ومحاولاتها المتعددة لتنتزع لي إذنا بالدخول وأرجو أن يتفهم المسؤولون لم أصررت على العودة إلى بلادي ورفضت محاولات تبذل في سبيل دخول أرض مصر …”مصر أم الدنيا” مصر الثقافة : الادب والفن …أقسمت أن لا أدخل بلدا غدوت فيه مهددة للأمن القومي
زرت بلدانا عديدة سربيا ، لوتوانيا، ماليزيا ، الهند، تانزانيا، أوروبا ، الولايات الأمريكية المتحدة ، العالم العربي …وحظيت فيها بتكريم رؤساء الدول وعوملت معاملة قلما يحظى بها المثقف في بلده وشعرت بالفخر والاعتزاز …ما معنى أن تكوني تونسية ومع الأمن الوطني المصري أدركت ما معنى أن تكوني “امرأة ونصف” لا تصمّت ‘ حتى وإن احتجزا الحاسوب والقلم …تنطق …تندد…وتأبى أن تعامل باعتبارها ‘محجوزة‘.