سوق الاقتصاد الإبداعي في المغرب: دراسة جديدة

في بداية شهر نيسان/ أبريل 2016، نشرت وزارة الاقتصاد المغربية، بالتعاون مع مديرية الدراسات الاقتصادية والتوقعات المالية التابعة لها، تقريرا بعنوان الاقتصاد الإبداعي: الفرص المالية والاقتصادية، وكان الهدف منه تسليط الضوء على أهمية الدور الذي يلعبه الاقتصاد الإبداعي، مُركّزاً على المساهمات التي قام بها لتعزيز النمو، وإيجاد فرص العمل، والدمج الإقليمي، وتبادل الخدمات والسلع. 

 أظهرت الدراسة أن الصناعات الإبداعية توظف قوةً عاملة دائمة لما يقارب 40,000 شخص وأن المؤسسات الصناعية المغربية العاملة في الميادين التي تسهم في الاقتصاد الإبداعي قد حقّقت حجم مبيعات بقيمة 17,2 مليار درهم، وقد نمت عائدات الصناعة الإبداعية بمعدّل 4,3% منذ عام 2000.

وقد كشف التقرير أيضاً أن صادرات السّلع الإبداعية المغربية قد حقّقت ربحاً بلغ 250 مليون دولار أمريكي في عام 2012، أو بعبارة أخرى حقق معدّل نمو سنوي بنسبة 5,9% منذ عام 2003. حيث إنّ 87% من الصادرات وِجهتُها أوروبا، و6% إلى أفريقيا، و3% إلى أمريكا، و3% أيضاً إلى آسيا، وأمّا الواردات فتمثّل ما إجماليُّهُ 788 مليون دولار أمريكي، أي نموّاً بنسبة 9,5%، مع نسبة واردة من أوروبا تبلغ 63%، ومن أفريقيا بنسبة 1%، ومن أمريكا ما نسبته 2%، و33% من آسيا، وجدير بالذكر أن 88% من الصادرات تتعلق بالإبداع والتصميم (الديكور الداخلي يمثل 45% والأزياء تمثل 41% من هذا الرقم) مقارنة مع 57% للواردات.

هذا، وإنّ صادرات الخدمات الإبداعية درّت 198 مليون دولار أمريكي في عام 2011، مقابل 48 مليون دولار أمريكي من جرّاء الواردات و81% من هذه الصادرات مرتبطة بالدعاية، ودراسة السوق والاستطلاعات، بينما 19% مرتبطة بالتوظيف، والخدمات الترفيهية والثقافية (16% منها يعود للخدمات السمعية البصرية) مقابل 37% و63% و59% على التوالي للواردات.

إن التصدير المغربي للخدمات المرتبطة بالنشاط الإبداعي وصل إلى 378,5 مليون دولار أمريكي في عام 2011 (97% منها خدمات تكنولوجيا معلومات و3% خدمات اتصالات) مقابل 73,4 مليون دولار أمريكي في الواردات (82% منها خدمات تكنولوجيا معلومات و18% في خدمات الاتصالات).

أما الأتاوات ورسوم الترخيص فقد تراجعت منذ عام 2003 (بمعدل 25,3% سنوياً)، مسجلة انخفاضاً بمقدار 1,9 مليون دولار أمريكي في عام 2012 فيما يتعلق بالتصدير، أمّا الواردات، من ناحية أخرى، فقد نمت بمعدل 7,7% سنوياً، لتصل إلى 56,2% مليون دولار أمريكي في عام 2012.

وفي الختام يستنتج التقرير أن المغرب قد زاد من نموّه فيما يتعلق بالاقتصاد الإبداعي لكن لايزال الأفق أمامه مفتوحاً لتحقيق تقدم أكبر في هذا الميدان، وفق ما تم تسليط الضوء عليه في هذا التقرير.

وقد نظمت هذه الوثيقة بناء على التعريف الذي قُرّر في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة، الذي يميز السلع والخدمات باستخدام معايير صارمة مرتبطة بنشاطات إبداعية أخرى، ووفقاً لهذه الهيئة، فإن هناك فئات عديدة للمنتجات الاقتصادية الإبداعية: الحِرف اليدوية، القطاع السمعي البصري، التصميم والإبداع، ووسائل الإعلام الجديدة والفنون المسرحية، النشر والتحرير، والفنون البصرية. 

للاطلاع على النسخة الكاملة من التقرير باللغة الفرنسية يرجى الضغط هنا.