مصر: السلطات تعتقل فرقة أطفال شوارع بتهمة السخرية من مؤسسات الدولة
May 2016منذ حملة اعتقالهم التي بدأت من 7 أيار/ مايو 2016، يواجه عدد من أعضاء فرقة أطفال شوارع المصرية الفنية الساخرة تهماً تبدأ من الترويج لأفكار تدعو إلى ارتكاب أعمال إرهابية، والتحريض على الاشتراك في مظاهرات وصولاً إلى التحريض على التجمهر وأعمال عدائية ضد مؤسسات في الدولة.
أول المعتقلين كان الشاب عز الدين خالد (19 عاماً) الذي تم اعتقاله من منزلة صبيحة يوم السبت 7 أيار/ مايو 2016 وترحيله إلى قسم مصر الجديدة ليُحبس هناك 4 أيام على ذمة التحقيق، قبل أن تقرر محكمة استئناف القاهرة يوم الثلاثاء 10 أيار/ مايو إخلاء سبيله مقابل كفالة قيمتها عشرة آلاف جنيه.
وفي تصريح لمنسق الفرقة محمد عادل لبعض وسائل الإعلام فقد جرت محاولات للقبض على باقي أعضاء الفرقة، حيث تم تفتيش منزل اثنين من أعضاء الفريق يوم السبت ولكن عدم تواجدهما في منزلهما حال دون الاعتقال. إلا أن السلطات المصرية عادت لاعتقال أربعة شبان من المجموعة، ووجهت لهم النيابة جملة من التهم بينها "التحريض على الاشتراك في مظاهرات". وأمرت بحبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيق.
وبحسب أعضاء الفرقة، فإن آخر مقاطع الفيديو التي صورها الفريق ونشرها على صفحته على موقع فيس بوك بعنوان السيسي رئيسي والذي ينتقدون فيه سياسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو المسبب المباشر لحادثة الاعتقال.
بعد اعتقال الأعضاء الأربعة، تم إغلاق الصفحة الرسمية للفرقة على موقع فيس بوك فضلاً عن إغلاق الصفحة الشخصية لأحد أعضاء الفريق وهو محمد عادل وذلك يوم الأربعاء 11 أيار/ مايو 2015.
وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن تعرّض أعضاء الفرقة للدين الإسلامي بالتنقيص والسخرية يؤدي بهم إلى الردة، وأصبحوا "عيالاً مرتدين"، على حد قوله. وقد جاء ذلك التصريح في مداخلته الهاتفية على إحدى القنوات الفضائية يوم 14 أيار/ مايو 2016 في إشارة إلى أحد فيديوهات الفرقة الذي حمل اسم براعم الإيمان.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن اعتقال عز الدين خالد أحد أعضاء فرقة أطفال شوارع، بسبب "انتقادات الفرقة للنظام المصري الحالي عبر فيديو نشرته الفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي"، يعد "انتهاكاً واضحاً لاحترام الحريات والتعبير عن الرأي"، بحسب البيان الصادر عن الشبكة العربية.
وطالبت الشبكة في البيان الصادر عنها الأحد 8 أيار/ مايو 2016، السلطات المصرية بالإفراج عن عضو فرقة أطفال شوارع الساخرة، كما طالبت بـ"الكف عن اقتحام منازل أعضاء الفرقة وملاحقتهم أمنياً"، وشددت بأن السلطات المصرية عليها "أن تشجع الفنون المسرحية بكل أنواعها، لا أن تقمع أصحابها".
ومن ضمن ردود الأفعال الرافضة لإجراءات الاعتقال، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت عنوان كاميرا التلفون بتهزك للتضامن مع أعضاء الفرقة الموقوفين، ولقيت الحملة انتشاراً واسعاً، حيث شارك فيها العديد من السياسيين والإعلاميين والفنانين المصريين والعرب ومن مختلف أنحاء العالم.
يذكر أن فرقة أطفال شوارع هي فرقة غنائية مسرحية مكونة من 6 شباب ينتقدون الأوضاع الاجتماعية والسياسية في مصر عبر الغناء الجماعي في الشوارع.