بمشاركة 11 عضواً من المجموعة العربية للسياسات الثقافية، المؤتمر الدولي للسياسات الثقافية ICCPR 2014 يختتم أعماله في مدينتي هيلدسهايم وبرلين
Sep 2014شارك مجموعة من الباحثين والفاعلين الثقافيين من المنطقة العربية (المغرب، تونس، الجزائر، الأردن، مصر، سوريا) في المؤتمر الدولي للسياسات الثقافية ICCPR 2014 والذي عُقد في مدينة هيلدسهايم في ألمانيا. استمر المؤتمر من 9 ولغاية 12 أيلول / سبتمبر، حيث قدم المشاركون من المنطقة العربية، بتنظيم من مؤسسة المورد الثقافي، جلستين حول "تطور السياسات الثقافية في مراحل الأزمات السياسية" و"مقاربة من المنطقة العربية".
استضاف قسم السياسات الثقافية في جامعة هيلدزهايم المؤتمر الذي ضم حوالي 450 أكاديمياً وباحثاً وناشطاً ومسؤولاً ثقافياً من حوالي 45 بلداً من حول العالم. اللغة المعتمدة خلال المؤتمر كانت اللغة الانجليزية، وقد شارك 11 عضواً من المجموعة العربية للسياسات الثقافية في المؤتمر، فضلاً عن قيام عدد من المدراء الثقافيين العرب المشاركين في برنامج التدريب على الإدارة الثقافية الذي ينظمه معهد جوتة بحضور المؤتمر، بالإضافة إلى بعض الأكاديميين العرب الذين يشاركون بالنيابة عن جامعاتهم. وبذلك بلغ العدد الإجمالي للمشاركين من المنطقة العربية ما يصل إلى 25 مشاركاً.
حفل الافتتاح كان مزيجاً من الجد والهزل والموسيقى وتولى تقديمه البروفيسور ولفجانج شنايدر رئيس قسم السياسات الثقافية في جامعة هيلدزهايم تقديم حفل الافتتاح الذي كان عبارة عن فقرات موسيقية وغنائية وتمثيلية، كما تحدث في حفل الافتتاح د. بيرند شيرير المدير الفني لبيت ثقافات العالم في برلين، وبسمة الحسيني الفاعلة الثقافية والمديرة السابقة لمؤسسة المورد الثقافي.
في اليوم الثاني للمؤتمر، وفي أول جلسة شارك فيها عضوان من المجموعة العربية هما رنا يازجي وعمار كساب، تطرق المتحدثان إلى إشكالية قياس مدى تأثير المبدع في المجتمع في ظل ظروف صعبة (حرب، أنظمة قمعية، إلخ). وانطلقت الجلسة بعرض فيديو قصير يعرض لثلاث حالات لفنانين واجهوا قمعاً وتعذيباً. أجمع المشاركون على أن قياس مدى تأثير الفنانين في ظروف كهذه صعب جداً. و قالت رنا يازجي يجب القيام ببحوث ودراسات تسمح بالتعمق في الموضوع خاصة أن إشكالية تأثير الثقافة في المجتمع بحد ذاتها إشكالية معقدة. وأعطى عمار كساب مثالاً على ما حصل في الجزائر خلال الحرب الأهلية من قتل طال ما يقارب المئة مبدع و مبدعة، وكلما كان لهم تأثير في المجتمع، كلما زاد خطر تعرضهم للقتل. وانتهت الجلسة بتشكيل مجموعة ضغط عمل حول الموضوع.
وفي جلسة أخرى حملت عنوان "العلاقة بين البحث في مجال السياسات الثقافية وتأثيرها بعيد الأمد على صناعة القرار على المستوى السياسي"، طرح المشاركون في الجلسة استراتيجيات مختلفة لتفعيل استخدام نتائج البحوث في تطوير السياسات الثقافية وأضاؤوا على اختلاف اللغة والمنهجيات المتبعة بين السياسيين والباحثين. كما عرضت مديرة الأبحاث في IFACCA للنتائج الأولية لدراسة شارك فيها ما يقارب 25 مركز ومؤسسة بحثية في العالم، تسعى الدراسة إلى فهم مدى تأثير الأبحاث على السياسات، متضمنة مجموعة من الأسئلة الرئيسة أهمها: آليات قياس أثر البحث، مدى قدرة الأبحاث على وضع استراتيجيات وبرامج عمل، رصد الأنشطة المختلفة للأبحاث الثقافية وغيرها.
وضمن وقائع اليوم الثالث، قدم د.عمّار كسّاب عرضاً للبحث المقارن الذي أجراه عن التمويل الحكومي للثقافة في المغرب والجزائر وتونس ومصر، وبيّن كيف أن النسبة المخصصة لوزارات الثقافة من الموازنة العامة لهذه الدول الأربعة انخفضت بشكل مستمر منذ عام 2011.
ويُذكر أن المؤتمر انعقد في مدينة هيلدسهايم في ألمانيا من 9 ولغاية 12 أيلول / سبتمبر قبل أن يتابع أعماله في العاصمة برلين يومي 12 و13 أيلول / سبتمبر.