استراتيجيات مهرجان شباك للعمل الثقافي والإبداعي في ضوء المشهد الثقافي العربي الحالي، وكيفية وضع أطر مبتكرة لدعم تمكين الفن العربي في زمن الأزمة
Dec 2016ايكهارت تيمان – المدير الفني لمهرجان شباك
دانيل غورمان – المدير التنفيذي لمهرجان شباك
يعد مهرجان "شباك" أكبر مهرجان للفنون والثقافة المعاصرة، من مختلف أنحاء العالم العربي، في المملكة المتحدة، ويهدف المهرجان إلى رفض التنميط أحادي البعد للمنطقة، من خلال المشاركة الثقافية القوية والشاملة، مع التركيز على التميز الفني وحرية التعبير. يجمع المهرجان أبرز الفنانين والموسيقيين والمخرجين والراقصين والكتّاب وفناني الأداء من المنطقة العربية في لندن، ليحتفي طوال أسبوعين بالعمل الثقافي في المنطقة العربية، ويصل المهرجان إلى جمهور متنوع يزيد على 50 ألفًا. تأسس المهرجان عام 2011، وأصبح جمعية غير ربحية مسجلة في المملكة المتحدة عام 2012.
وكانت دورة عام 2015، من مهرجان "شباك"، الدورة الأكبر والأوسع نطاقًا حتى ذلك الحين. فقد جمع المهرجان أكثر من 130 فنانًا من 18 دولة عربية، ليقدموا 70 حدثًا في أكثر من 40 موقعًا، تابعها 50 ألف مشاهد، ونالت أكثر من 200 تغطية إعلامية من وسائل إعلام بريطانية ودولية. ويعمل مهرجان "شباك" بالشراكة مع أبرز المواقع في المملكة المتحدة، بما في ذلك سادلرز وست و الباربيكان والمتحف البريطاني والمكتبة البريطانية ومركز ساوثبانك، بالإضافة إلى مواقع شعبية منها "ريتش ميكس" ومسرح "أركولا".
ينعقد مهرجان "شباك" 2017 بين 1 و16 تموز/يوليو 2017 في مواقع متعددة في لندن، ببرنامج طموح من العروض الأولى والمميزة، بما يتيح الفرصة أمام الجمهور للتعرف على الفنانين العرب في أبرز مؤسسات لندن. ونحاول استقطاب أكبر قدر ممكن من الاهتمام بالفنانين الموهوبين الذين يعملون في مختلف أنحاء العالم العربي، وذلك عبر توفير تغطية إعلامية واسعة لجمهور كبير.
تتمتع المنطقة العربية بأكبر نسبة شباب من السكان في العالم، ما يجعلها مساهمًا مهمًا في مستقبل الإنتاج الثقافي من خلال الحضور المتزايد للفنانين والمبدعين. ونرغب، في مهرجان "شباك"، في دعم نمو المواهب هذا من خلال صياغة مهرجاننا كمنصة دولية متعددة الثقافات. وفي الوقت نفسه، ندرك التحديات الكبرى التي يواجهها صانعو الثقافة في المنطقة، حيث تترك الصراعات والحرب وتدمير الإرث الثقافي في أجزاء من العالم العربي، آثارًا خطيرة علينا جميعًا، بما يشمل الفنانين. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الرقابة التي تفرضها الدول، والرقابة غير الرسمية، على الفنانين في أجزاء أخرى من المنطقة.
وتتمتع لندن بموقع استراتيجي يمكنها من عرض أعمال متنوعة ومختلفة من العالم العربي. يعمل الفنانون العرب على نطاق عالمي، ونهدف إلى تقديمهم وتقديم أعمالهم إلى جمهور دولي مهتم. لذلك، لا نميز عمدًا بين الفنانين المقيمين في لندن وأوروبا والمنطقة العربية، بل نشجع على التواصل والتعاون بين هذه المناطق. ويتمثل الهدف الرئيسي من مهرجان "شباك" في التركيز على الفنانين، ما يمنحهم التقدير الذي يستحقونه في المملكة المتحدة، ويتيح أمام جمهور المملكة المتحدة المجال للاطلاع على نتاج فني متميز من مختلف أنحاء العالم العربي. ونضمن للفنانين استقلاليتهم كاملةً، ولا نملي عليهم الموضوعات. فعلى سبيل المثال، لدينا حاليًا برنامج يستجلب أعمالًا جديدة من فنانين سوريين، بدعم من المجلس الثقافي البريطاني. ويركز هذا المشروع على الفنانين لتنفيذ مشاريعهم الإبداعية باستقلالية فنية، إذ لا يتضمن البرنامج أية إشارة إلى المضمون، ولا يتوقع من الفنانين العمل مع اللاجئين والمجموعات الاجتماعية، مثلًا.
وبالإضافة إلى هذا الهدف الأساسي، نعمل باستمرار على تطوير الشراكات وفتح المسارات لإشراك مؤسسات الدعم الثقافي التي تعمل في مختلف أنحاء العالم العربي بالشراكة مع أبرز مؤسسات لندن. ونهدف من هذا إلى تهيئة البيئة للمزيد من المشاركة والتعاون بين المملكة المتحدة وشركائنا في المنطقة العربية. كما نعمل على زيادة المشاركة الاجتماعية، بتركيز خاص على جمهور المملكة المتحدة من أصل عربي. ونهدف بذلك إلى تأسيس جمهور للعمل الذي نقوم به على المدى البعيد، بما يؤدي إلى إرساء بنية تحتية مستدامة للمشاركة في دعم الفنون من مختلف أنحاء العالم العربي والمملكة المتحدة. كذلك، نسعى إلى توسيع نطاق الوصول إلى الجمهور على مستوى دولي، من خلال العمل بالشراكة مع أقراننا. على سبيل المثال، نقوم حاليًا بتطوير عملنا على المستوى الأوروبي، وعقدنا شراكات مع أطراف أوروبية لدعم مشروع جديد بعنوان "عروض بين شاطئين"، والذي يهدف إلى دعم تطوير شبكة شاملة من الشركاء المهتمين بالأعمال من مختلف أنحاء المنطقة العربية في أوروبا.
وكما هو مذكور سابقًا، ترتكز مشاريعنا على الجودة الفنية وحرية التعبير. وتتساوى أهمية هاتين الركيزتين بالنسبة لنا، وهما العاملان الأساسيان في كل ما نقوم به. ويمنحنا عملنا في لندن الفرصة لتقديم أعمال الفنانين الذين يغامرون لصناعة الأعمال الفنية التي يرغبون في تقديمها. في الوقت نفسه، لدينا مسؤولية تجاه هؤلاء الفنانين، تتمثل في ضمان توفير السياق والبيئة المناسبة لاستقبال أعمالهم من دون تشوهات. ولذلك، نقيم صلات مع مؤسسات دعم الفنانين في المملكة المتحدة والعالم العربي، والتي يقدم عملها دليلًا لنا في عملنا.
يتضمن برنامج مهرجان "شباك" طيفًا واسعًا من الأعمال المتنوعة، لمواجهة الصور المُنمَّطة، والتصورات التبسيطية للعالم العربي. وتتيح كثافة برنامج المهرجان إلى تقديم أعمال مختلفة ومتمايزة جنبًا إلى جنب. فعلى سبيل المثال، في برنامجنا الموسيقى لدورة عام 2015، قدمنا أوبرا جديدة إلى جانب فنان الموسيقى الإلكترونية السوري "هالو سايكليبو"، والموسيقى التقليدية الجميلة لفرقة أصيل، إلى جانب عمل صوتي لصوفيا الماريا. لا يمكن تقديم هذا الانفتاح والتنوع إلا ضمن مهرجان، ونحن فخورون جدًا بقيامنا بذلك في مختلف أنحاء لندن طيلة عامين. ننتظر انضمامكم إلينا في المهرجان المقبل من 1 إلى 16 تموز/يوليو 2017.