فلسطين: وسط انتقادات حادة لقرار المنع.. النيابة تصادر رواية جريمة في رام الله
Mar 2017أصدرت النيابة العامة الفلسطينية في رام الله بداية شهر شباط/ فبراير 2017 قراراً يقضي بضبط جميع نسخ رواية جريمة في رام الله للكاتب الفلسطيني عباد يحيى (منشورات المتوسط). وفقاً لبيان مكتب النائب العام جاء هذا القرار "استناداً للتحقيقات التي تجريها النيابة العامة بخصوص الرواية المذكورة، والتي وردت فيها نصوص ومصطلحات مخلة بالحياء والأخلاق والآداب العامة، والتي من شأنها المساس بالمواطن، ولا سيما القصّر والأطفال حماية لهم ووقاية من الانحراف".
نشر الكاتب عباد يحيى منشوراً على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك يوم 6 شباط/ فبراير 2017 موضحاً ملابسات المنع وموضحاً موقفه من المسألة جاء فيه: "أعتقد، وهذه لكل الأصدقاء العاملين في المجال الثقافي، أننا نواجه تحدياً، وغير مسبوق، والموقف الواضح من الجميع مطلوب، وأنا متأكد أننا في فلسطين تجاوزنا هذه الحالة، ولن يقبل أحد بنقض كل منجز الأدب والثقافة في فلسطين، عبر باب التضييق والمصادرة".
بعد إصدار قرار المنع بأيام قليلة طالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" النائب العام المستشار أحمد براك وقف جميع الاجراءات الجزائية بحق الكاتب عباد يحيى مؤلف رواية "جريمة في رام الله"، داعية إلى وضع الملف أمام وزارة الثقافة. وأكدت الهيئة في بيانها الصادر يوم 8 شباط/ فبراير 2017 أن استدعاء الكاتب للتحقيق وملاحقته جزائياً وضبط الكتب يمس بشكل مباشر بصورة فلسطين الحضارية ومنجزاتها في حماية حرية الإبداع والمبدعين، سيّما وأن فلسطين قد انضمت إلى الاتفاقيات الدولية التي توجب عليها لزاماً التقيد بحماية الحق في الرأي والتعبير بأشكاله المختلفة.
كما رأت الهيئة أن هذا الاجراء يعتبر سابقة في فلسطين لم يحدث منذ تأسيس السلطة الفلسطينية، علاوة على أن الاجراءات الجزائية قد تفتح المجال لشرعنة التحريض والتهجم الشخصي على الكاتب على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها، الأمر الذي قد يشكل خطراً على سلامته الشخصية.
وفي 12 شباط/ فبراير أصدر 99 مثقفاً فلسطينيّاً بياناً بعنوان "لا لمصادرة الإبداع والثقافة!" جاء فيه: "أن تكون ضدّ المصادرة لا يعني بالضرورة أن تتبنّى، إبداعيّاً، محتويات أيّ عمل في الأدب أو المسرح أو الشعر أو السينما أو غيرها من الفنون، ويحقّ للجميع المناقشة والانتقاد، إنّما يعني ذلك صيانة الحقّ في التعبير وفتح المجال للنقد العقلانيّ والفنّيّ والحرفيّ. نحن نشدّد على رفضنا للمصادرة لأنّها تعيق الحركة النقديّة، كما الإبداعيّة، وتخلق حالة رقابيّة ضيّقة ستقودنا بلا شكّ نحو أزمة حادّة ستتمثل في الرقابة الذاتيّة لدى المبدع/ ة، وهذه أخطر الأزمات".
يذكر أن عبّاد يحيى هو روائي فلسطيني مقيم في رام الله. باحث في علم الاجتماع وصحفي، صدرت له رواية رام الله الشقراء عام 2012، والقسم 14 عام 2014، وهاتف عمومي عام 2015.