لبنان: بعد وقائع المنع في أيام بيروت السينمائية، بيروت تواجه الرقابة

على خلفية الوقائع الرقابية التي شهدتها الدورة التاسعة من مهرجان أيام بيروت السينمائية والتي وصلت إلى عدم عرض بعض الأفلام والمطالبة بحذف بعض المشاهد من أفلام أخرى، عقد المهرجان مع عدد من الفاعلين الثقافيين لقاءاً احتجاجياً في 24 آذار/ مارس لمناقشة ما وصفها البيان الصادر عن المهرجان بالخطوات التي يمكن اتخاذها لمواجهة جرائم الرقيب في لبنان، وذلك في سينما ميتروبلس.

جاء في البيان: في هذه الدورة التاسعة من أيام بيروت السينمائية، كان الرقيب أكثر تشدداً من أي دورة مضت، في مسار يوحي بأننا نتجه من السيء إلى الأسوأ. لم يمنح الرقيب هذه السنة إذن عرض (ولا حتى تحت إطار عرض ثقافي) لفيلمين: بيت البحر للمخرج اللبناني روي ديب، ومولانا للمخرج المصري مجدي أحمد علي. بالإضافة إلى ذلك، طلب الرقيب من عدة أفلام أخرى حذف مشاهد أو جمل معينة، وبقيت هذه الأفلام مهددة بمنع العرض حتى اللحظة الأخيرة، قبل أن يقبل الرقيب بمنحها ’إذن عرض ثقافي’ لمرة واحدة فقط!".

قال المخرج اللبناني روي ديب في تصريح خاص لموقع السياسات الثقافية في المنطقة العربية قبيل انعقاد اللقاء: "يأتي هذا اللقاء لرفع الصوت ضد الرقابة، وللمطالبة بتغيير نظام الرقابة المعتمد حالياً خاصة في حالات المهرجانات الفنية وعروض المراكز الثقافية، كما يرمي هذا اللقاء إلى المطالبة باعتماد التصنيف العمري للأفلام، وهو المنهج المتبع عالمياً، والذي يهدف إلى حماية المتلقين دون سن الرشد ويتيح، في الوقت نفسه، الحرية الكاملة للراشدين في اختيار وتحديد ما يناسبهم دون أن تلعب الدولة دور الوصي الذي يقوم بالتفكير واتخاذ القرارات بالنيابة عنهم".

لم يحصل فيلم "بيت البحر" للمخرج روي ديب على إجازة عرض من قسم الرقابة في مديريّة الأمن العام اللبناني. كان من المفترض أن يعرض الفيلم ضمن أيام بيروت السينمائية يوم 16 آذار/ مارس 2017، ولكن إذن العرض تأخر مما حال دون عرض الفيلم، الأمر الذي اعتبره المخرج روي ديب مماطلة تعني قراراً غير رسمي بمنع عرض الفيلم في لبنان، وأضاف على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك: " نحتفظ بحقّ المطالبة بقرار رسميّ وخطيّ من مديريّة الأمن العام اللبناني أو من وزارة الداخليّة اللبنانيّة. نعتذر لكلّ من شاركنا رغبة مشاهدة الفيلم في لبنان، لكنّ الرقيب اللبناني قرر عنكم  وعنّا أننا لا حقّ لنا في ذلك".