الجزائر: بعد شهر على إطلاقها، الخريطة الثقافية في الجزائر في نمو متسارع
Mar 2017تتابع مجموعة العمل حول السياسة الثقافيّة بالجزائر، بعد مرور شهر على إطلاقها لمشروع الخريطة الثقافية في الجزائر يوم 2 آذار/ مارس 2017، استقبال طلبات المشاركة بنسبة 15 طلباً يومياً، وذلك من قبل فاعلين مستقلين ومؤسسات رسمية. حيث تهدف مبادرة إطلاق الخريطة الثقافيّة للجزائر إلى رصد الفضاءات والمساحات الثقافية المحلية والفاعلين الثقافيين المحليّين وجمعهم في فضاء رقمي واحد؛ مما يسمح بفرصة الموقعة الجغرافيّة الدقيقة لمجموع الهيئات والجمعيّات والمؤسّسات الثقافيّة على مستوى مختلف مناطق الجزائر. يقوم الموقع الالكتروني بتصنيف المهنة والأفراد حسب المجالات الفنيّة (مسرح، سينما، متحف..)، وحسب نمط المكان (موقع بثّ، موقع إبداع، موقع تدريب..)، وحسب نمط البنية (جمعيّة، مؤسّسة عموميّة، مؤسسة خاصّة..).
تتيح هذه الخريطة الفرصة للفاعلين الثقافيين بتسجيل وتحديث بياناتهم الخاصّة عبر الانترنت، كما تسمح بالقيام برصد شامل للقطاع الثقافي بالجزائر، حيث تقول الشاعرة والباحثة حبيبة العلوي لنشرة السياسات الثقافية في المنطقة العربية: "خلال مرحلة استقبالنا لطلبات الانخراط في الخريطة لم نلحظ أن ثمة تمايزاً بين نسبة طلب منطقة على منطقة أخرى بل ثمة اهتمام متوازن نسبياً بالانخراط من كل المناطق الجزائرية، مع ملاحظة فقر البنية التحتية أصلاً لمناطق معينة في الجزائر".
كانت مجموعة العمل حول السياسة الثقافيّة بالجزائر قد وجهّت الدعوة إلى حضور حفل إطلاق الخريطة الثقافية للجزائر وذلك يوم الخميس 2 آذار/ مارس 2017 في العاصمة الجزائر، حيث شهد حفل الإطلاق، وفقاً لحبيبة، حضوراً نوعيّاً لرجال الإعلام والفاعلين الثقافيين الذين حرصوا على معرفة كل تفاصيل طريقة الانتساب إلى الخريطة وكذلك طريقة التصديق على طلبات الانتساب المقدمة للمجموعة من قبل الفاعلين أو المؤسسات الثقافية. وقد فصّل أعضاء المجموعة الآلية المعتمدة بشكل يطمئن الفاعلين على تقنيّة الاختيار الحيادية والموضوعيّة.
حول الاهتمام المؤسساتي والرسمي تقول حبيبة: "تلقت المجموعة منذ إطلاق الخريطة أكثر من دعوة من قبل مؤسسات ثقافية عمومية للتعريف بالخريطة على غرار المكتبة العمومية بالعاصمة التي اهتم مديرها بالتعرّف عن قرب على هذا المشروع وتنظيم فعالية للتعريف به في المكتبة، بالإضافة إلى جمعيات ثقافية اهتمت بتعريف جمهور الفاعلين الثقافيين بكيفية دعم هذه الخريطة".
إعلامياً، ومنذ إطلاق الخريطة، تكثفت تدخلات أعضاء المجموعة عبر الوسائل الإعلامية التي اهتمت بالتعريف بهذا الحدث الثقافي عبر النشرات الثقافية على غرار لقاء عزيز حمدي وحبيبة العلوي على قناة دزاير نيوز في النشرة الثقافية التي تقدمها الإعلامية فاطمة بارودي ولقاء عزيز حمدي على قناة الشروق للتعريف بالخريطة وكلا القناتين تتميّز بمتابعة كبيرة من عموم المواطنين، هذا عدا التغطيات التي حرصت حتى وسائل الإعلام العمومية على غرار جريدة HORIZONS، ووكالة الأنباء الجزائرية وغيرها من الجهات الإعلامية الرسمية.
حول أهمية إطلاق الخريطة تتحدث الشاعرة والباحثة حبيبة العلوي فتقول: "يعدّ إطلاق أول منصّة رقميّة تجمع أكثر من 600 هيئة ثقافية مستقلة وعمومية فاعلة بالجزائر فرصة تجمع من جديد الفاعلين الثقافيين الجزائريين في فضاء واقعي لا افتراضي فقطـ حول هدف واحد هو إثراء المشهد الثقافي الجزائري بدفعهم للتعاون والتشبيك لاستثمار طاقاتهم الهائلة لأجل تغيير ممكن. يذكر أنّ هذه المنصّة ستعدّ ثاني أكبر خريطة ثقافية على المستوى الأفريقي والعربي بعد مثيلتها في المغرب، ويرجع فضل إنجازها إلى فريق متكوّن من خمسة عشر شابّا من مجموعة العمل سهروا على رصد أهم البنى الثقافية بالجزائر لحوالي سنة ونصف وسط استعصاءات جمّة في مهمّة حصر هذه الهيئات على مستوى جغرافيا الجزائر".