إطلالة على إنجازات المجموعات الوطنية للسياسات الثقاقية 2016 (الأردن، تونس، سوريا، فلسطين)
Mar 2017تقدم هذه المادة إطلالة على عمل مجموعات السياسات الثقافية التي تنشط ضمن برنامج السياسات الثقافية في المنطقة العربية الذي أطلقته مؤسسة المورد الثقافي في عام 2009، والذي يهدف إلى بناء قاعدة معرفية تدعم التخطيط والتعاون الثقافي في المنطقة العربية، ودعم مبادرات مجموعات الضغط التي تسعى إلى تحسين حال السياسات الثقافية في دولها، والتي تنشط حالياً في 12 دولة وهي: الأردن، تونس، الجزائر، السودان، العراق، سوريا، فلسطين، لبنان، مصر، المغرب، موريتانيا، واليمن.
تسعى هذه المادة لإلقاء الضوء على بعض ما أنجزته المجموعات خلال عام 2016 إن كان على الصعيد البحثي أو على صعيد الحشد والمناصرة أو على صعيد تطوير خطط واستراتيجيات واقتراح قوانين جديدة، حيث ستتناول هذه النشرة بالتحديد المجموعات في الأردن وتونس وسوريا وفلسطين، بينما سيتناول القسم الثاني من هذه المادة في نشرتنا البريدية للشهر القادم مجموعات السياسات الثقافية في الجزائر والعراق والمغرب وموريتانيا.
الأردن
نظمت المجموعة الأردنية للسياسات الثقافية معرضاً بعنوان "عن الثقافة في الأردن" في شهر نيسان/أبريل ٢٠١٦، ضم المعرض ٥٣ مؤسسة ومبادرة ثقافية خاصة ورسمية في الأردن، ومجموعة من المطبوعات المتعلقة بالنشاط الثقافي المؤسساتي والفردي. تضمن المعرض أيضاً العديد من الحوارات والمحاضرات والعروض الأدائية. تم افتتاح المعرض بالشراكة مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى.
كما تم دعوة المجموعة لإقامة نسخة مصغرة من المعرض "عن الثقافة في الأردن" ضمن فعاليات اجتماع وورشة عمل برنامج ثقافة ميد التي أقيمت في عمان لبحث وتطوير الاستراتيجيات الثقافية في الأردن في أيار/مايو 2016. أتاح الاجتماع التعريف بالمجموعة وعملها لجمهور من الفاعلين الثقافيين والموظفين الرسميين وأفراد من القطاع الخاص وبحضور ممثلين عن وزارة الثقافة. انبثق عن الاجتماع مجموعة جديدة واسعة تبحث في الاستراتيجية الثقافية للأردن، وتجتمع هذه المجموعة مرة كل 4 إلى 6 أسابيع، ويحضر هذه الاجتماعات ممثلين عن المجموعة الأردنية بشكل دائم.
تعمل المجموعة بشكل مستمر على التعريف بنشاطاتها وعملها، حيث أجرت المجموعة 23 مقابلة مسجلة أو مكتوبة مع فاعلين ثقافيين في الأردن حول السياسات الثقافية. وتسعى هذه الخطوة لرسم ملامح الخريطة الثقافية على مستوى الأردن وتصميم طريقة إنجازها.
تونس
ركزت المجموعة التونسية للسياسات الثقافية في عملها خلال عام 2016 على المستوى القانوني، حيث تم تأسيس جمعية مهرجان الربيع التي تضم ضمن نشاطاتها المجموعة التونسية، وبالتالي تضمن الإطار القانوني لها. حيث بدأت المجموعة أعمالها بدعوة مجموعات للفنانين والنقابات والجمعيات لتكوين تعاونية الفنانين.
كما قررت المجموعة العمل على قانون الفنان والمهن الفنية في إطار المنتدى الوطني الأول للثقافة والمجتمع المدني. فقد شرعت المجموعة منذ عام 2015 على دراسة معمقة لوضعية الفنان والمؤسسة الفنية في تونس واقتراح حلول لتحسين الأوضاع وسن قوانين تضمن كرامة وحقوق الفنان وتحسين محيطه الاقتصادي والاجتماعي، حيث قامت المجموعة بتنظيم منتدى لمناقشة المقترح الخاص بمشروع المجتمع المدني للقانون الأساسي للفنان والمهن الفنية في تشرين الأول/أكتوبر 2016 بعد استجابة 131 مشارك وفاعل ثقافي ضمن أغلب القطاعات الثقافية والفنية من 18 ولاية تونسية.
نشطت المجموعة أيضاً على الصعيد الإعلامي، حيث تصدت لمشروع إدارة المالية لمضاعفة الجباية لثلاث أضعاف وفسخ الامتيازات الجبائية الممنوحة للقطاع الثقافي، وتسليط رسوم جبائية باهظة على توريد الآلات الموسيقية والكتب وتجهيزات الإنارة والبث والتصوير والصوت وغيرها من مسترزمات العمل الثقافي والفني. حيث قامت المجموعة بالحشد والمناصرة والتصدي بشكل أساسي على الصعيد الاعلامي لهذا المشروع الذي يمكن أن يدمر القطاع حسب رأيها، وفي النهاية ألغى مجلس الوزراء الفصول المتعلقة بمضاعفة الجباية الثقافية قبل مروره إلى مجلس الشعب.
سوريا
تميز عمل المجموعة السورية للسياسات الثقافية خلال عام 2016 بالتركيز على الجانب البحثي، ويأتي ذلك من خلال مشروع المرصد الذي يسعى إلى دراسة واقع المشهد الثقافي السوري خلال السنوات الخمس الماضية والبحث في الظروف العاصفة التي جرت عليه، والتحولات الجوهرية التي أثرت فيه وأهم التحديات التي تواجهه والتي من شأنها أن تفتح الأسئلة حول المستقبل، وذلك من خلال سلسلة أبحاث تكوّن بمجملها صورة نقدية شاملة عن واقع وحال المشهد الثقافي السوري، وهي:
بحث دعم الفن السوري ضمن أطر مستدامة، للباحث عدي الزعبي،
بحث عن الهلع والحيرة والإنكار: إعادة تمثيل وتلقي سرديات الكارثة السورية المعاصرة عبر الفنون على المستوى الدولي: قراءة غير شاملة، الباحثة جمانة الياسري،
بحث الفنون الفردية وآليات انتاجها: المسرح والرواية كمثالين، الباحثة د. ماري الياس.
إضافة لما سبق تركز المجموعة السورية على إنهاء البحث الذي بدأت به في العام الماضي وهو "المبادرات والمشاريع الثقافية السورية المرتبطة بالحراك المدني والتغيير الديمقراطي" للباحثة راما نجمة. كما تعمل المجموعة على وضع تصور حول إطار حشد ومناصرة لدعم الفن السوري.
فلسطين
عملت مجموعة السياسات الثقافية في فلسطين على عقد عدة لقاءات دورية للقطاع الثقافي تضم مؤسسات وناشطين وفاعلين ثقافيين، حيث تم عقد عدة لقاءات تناولت المواضيع الآتية:
1- تمويل المؤسسات والفعاليات الثقافية والفنية في فلسطين.
2- التطبيع الثقافي، واستضافة الفنانين والكتاب العرب في فلسطين.
3- المعايير التي يتم بناء عليها اعتماد ممثلي فلسطين في الخارج في المجالات الثقافية والفنية والأدبية.
كما قامت المجموعة بتأسيس صفحة على الفيسبوك بعنوان" السياسات الثقافية للفلسطينيين" وهي منصة تفاعلية تهدف إلى فتح قنوات الحوار بين صنًاع الثقافة (من أفراد ومؤسسات) في فلسطين حول قضايا مرتبطة بصناعة السياسات الثقافية للفلسطينين أينما تواجدوا. تعمل الصفحة كأداة ضعط نحو اعتبار الثقافة والعناية بها والإنفاق عليها بصفتها مسألة حيوية وذات أولوية وطنية. كما ترصد المنصة الممارسات والسياسات الثقافية والمشاريع الثقافية والفنية في فلسطين وتعمل على تطوير قاعدة بيانات عامة تشمل المؤسسات والأفراد في كافة تجمعات الفلسطينيين. تقدم المنصة أيضاً الفرصة للاطلاع على عمل المؤسسات المختلفة في السياسات الثقافية في الدول العربية المجاورة.
كما أطلقت المجموعة حملة تهدف الى رفع التمويل العام المخصص للثقافة من قبل المؤسسة الرسمية في فلسطين. انطلقت فعاليات الحملة ببحث (action research) عن وضع التمويل للثقافة في فلسطين في الوقت الحالي (الباحثون: فاتن فرحات، صابرين عبد الرحمن، أريح حجازي). من المقرر أن يتبع هذه الخطوة نقاش مفتوح حول مخرجات البحث ومن ثم تقديم ورقة عمل بتوصيات محددة لمجلس الوزراء تقدم عبر وزارة الثقافة الفلسطينية.
من ناحية أخرى، يشارك أعضاء المجموعة في لجنة متابعة سير تطبيق اتفاقية اليونسكو 2005 (حماية تنوع أشكال التعبير الثقافي وتعزيزه). إضافة لمشاركة بعض الأعضاء في الفريق الوطني للسياسات الثقافية التابع لوزارة الثقافة والذي يعمل على صياغة مسودة خطة القطاع الثقافي الاستراتيجية (2017-2022).