الجزائر: اختتام ورشة متخصصة في إدارة المشاريع الثقافية في مدينة وهران
Oct 2014اختتمت يوم 12 تشرين الأول/ أكتوبر في مدينة وهران الجزائرية ورشة عمل في إدارة المشاريع الثقافية امتدت ليومين كانت قد نظّمتها مجموعة العمل حول السياسة الثقافية في الجزائر (GTPCA) بالشراكة مع مؤسسة المورد الثقافي.
استهدفت الورشة 11 شاباً جزائرياً من أصحاب المشاريع الثقافيّة والفنيّة وعلى اختلاف مجالاتهم وتخصصاتهم الفنية، والبالغين من العمر من 20 إلى 40 عاماً. وهدفت بحسب بيان إعلانها إلى إلى تعزيز قدرات المشاركين ومنحهم فرص الإحاطة والتحكّم الأكثر فعاليّة بمشاريعهم الثقافيّة والفنيّة.
أشرف على التدريب المسرحي والخبير في الإدارة الثقافيّة "أداما تراوري" من جمهوريّة مالي، ويعتبر أداما تراوري وفقاً لما أعلنت عنه مجموعة العمل قيمة ثقافيّة في مجال التأليف والإخراج المسرحي وبناء القطاع الثقافي المستقل في بلده وفي أفريقيا عموماً، حاصل سنة 2002 على لقب فارس الفنون والآداب للجمهوريّة الفرنسيّة.
على مدار يومين دربّ تراوري المشاركين على أساسيّات ومبادئ إطلاق المشاريع الثقافيّة، خاصّة في ظلّ ظروف لا تحفّز ولا تدعم المبدارات الثقافيّة المستقلّة، وركّز تراوري خلال التدريب على ضرورة اعتبار المشروع الثقافي على خصوصيّته مشروعاً يعوز إلى التخطيط والإدارة المحكمة مثله مثل أي مشروع آخر ليتسند بذلك إلى مبادئ واستراتجيّات الإدارة، من تحديد للأهداف العامّة والثانويّة ومن رصد للمعوقات والمحفّزات ومن إقرار للجماهير المستهدفة والإمكانات الواجب رصدها.
تنوّعت اختصاصات واهتمامات المشاركين ما بين المسرح والموسيقى والغناء والكتابة الإبداعية والتنشيط الثقافي وتصميم المواقع الثقافيّة والفن التشكيلي، وقد تخلّل الورشة نقاش حول مستقبل مشروع السياسة الثقافيّة للجزائر الذي أطلقته مجموعة من الفاعلين الثقافين المستقلين في الجزائر كانون الأول/ ديسمبر 2011، بعد أن أدرك المشروع مراحل متقدّمة خاصّة بعد إنجازه الفعلي لوثيقة السياسة الثقافيّة للجزائر بناء على عمليّة رصد لمختلف آراء ومقترحات الفاعلين التي جمعها على مدار خمسة لقاءات مفتوحة للجماهير المهتمة، وبعد نقاش مكثّف على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى صعيد الصحافة المكتوبة وحتّى وسائل الإعلام التي فتحت له فضاءاتها مؤخّراً، خاصّة بعد أن تم إطلاق وطرح المشروع للجمهور في اللقاء الرابع من شباط/ فبراير 2013 الذي احتضنه فضاء ألف خبر وخبر في العاصمة.
وقد صرّحت حبيبة العلوي منسقة مجموعة العمل حول السياسة الثقافيّة للجزائر والتي أشرفت على افتتاح هذه الورشة: "أن المشاركين أبدوا اهتماماً بهذه المبادرة التي ما زالت تحرص على طابعها المستقل وعلى مشروعها الأساس المتمثل في دعم فكرة بناء قطاع ثقافي مستقل في الجزائر، قادر على الإبداع والمنافسة العالميّة، ساهر على احترام مختلف مقوّمات الهويّة الجزائرية مع تعزيز قيمة التنوع الثقافي والانفتاح على الآخر"، كما أكدت حبيبة العلوي بأنّ: "المشروع في مرحلته الحاسمة هذه ما زال في حاجة إلى التفاف كل الغيورين على مستقبل الثقافة في الجزائر، وهو السبيل الوحيد الذي يمكّنه من الوصول إلى التطبيق الحقيقي الذي سيترتب عليه إنعاش حقيقي للمشهد الثقافي الجزائري وتثمين جدّي للطاقات والإبداعات الجزائريّة". كما أعلنت منسقة المجموعة عن اعتزام المجموعة تنظيم لقاء مغاربي لدراسة واقع السياسات الثقافيّة بمنطقة المغرب العربي ولمناقشة مسار المبادرة الجزائريّة التي تبقى رائدة على الصعيد العربي والمغاربي، من حيث نجاحها في إخراج وثيقة مكتوبة وخارطة طريق للسياسة الثقافيّة للجزائر قابلة للتبني والتطبيق والمتابعة والتقييم وفق معايير مضبوطة ودقيقة وشفافة.
في ختام الورشة تبنّى المشاركون العمل على مشروع ستحتضنه مدينة مستغانم الساحلية بالغرب الجزائري، ووضعوا له مسوّدة خطّة أوليّة بتوجيهات من المدرّب تراوري، ستسمح له برصد إمكانات وطرائق التنفيد العمليّة والمتاحة.
ويذكر أن هذه الورشة تأتي متوافقة مع أولوية تعزيز قدرات الفاعلين الثقافيين المستقلّين في الجزائر، وهي الأولوية التي أقرّها مشروع السياسة الثقافية الذي قدّم في عرض جماهيري خلال اللقاء الرابع لمجموعة العمل حول السياسة الثقافية في الجزائر (GTPCA) والذي عقد في الجزائر في شباط/ فبراير 2013.