مناقشة أهمية اتفاقية اليونسكو لعام 2005 حول التنوع الثقافي في عالمنا اليوم
Apr 2017بقلم: مايك فان غران، كاتب مسرحي من جنوب أفريقيا، وخريج منحة ريتشارد فايسايكر من أكاديمية روبرت بوش، برلين
تستضيف أكاديمية جورج بوش ولجنة اليونسكو الوطنية في ألمانيا ندوة بحثية بعنوان: "استدراك التحول: معنى اتفاقية اليونسكو عام 2005 وصلتها بعالمنا المعاصر"، وذلك من 19 إلى 21 أيار/مايو في برلين.
تهدف الندوة البحثية إلى جمع المفكرين والنشطاء و/أو ممثلين عن أهم مؤسسات المجتمع المدني، وذلك للتفكير في التغيرات التي تطرأ على الفضاءات الاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها، ولتقييم وإعادة تنشيط معنى اتفاقية اليونسكو لعام 2005 بشأن حماية وتشجيع تنوع التعبيرات الثقافية وصلتها بهذا العالم المتغير في الوقت الحالي والمستقبل.
وتُعقد الندوة البحثية قبل اجتماع الدول الأطراف في اتفاقية باريس بقليل، وقد تكون بعض الأفكار والموضوعات التي يتم التوصل إليها في الندوة مفيدةً لكل من مؤتمر الدول الأطراف (12-15 حزيران/يونيو 2017) واجتماع اللجنة الحكومية (11-14 كانون الأول/ديسمبر 2017).
تمثلت الظروف التي أدت إلى اتفاقية اليونسكو في تبعات انهيار جدار برلين أواخر الثمانينيات، الحدث الذي أعلن نهاية حقبة الاستقطاب المتجسدة في "الحرب الباردة"، والانتشار السريع لمبادئ تحرير السوق باعتباره النموذج المهيمن للتجارة العالمية والإقليمية.
وتستند الدعوة إلى اتفاقية تحكم تجارة السلع الإبداعية إلى أن الأفلام والبرامج التلفزيونية تحتوي قيمًا وأفكارًا وافتراضات إيديولوجية وطرائق مختلفة لرؤية العالم، ما يعني أن هيمنة اقتصاد السوق الحر من دون حدود، ستسود المنتجات الإبداعية للاقتصادات الأقوى وتغمر أسواق الدول ذات الموارد الأقل، وبالتالي، فإن المستهلكين في الدول ذات الموارد الأقل ستتشرب -سواء كان ذلك بوعي أم دون وعي- قيم الأعمال الإبداعية الآتية من الدول الأقوى، ونظرتها إلى العالم وأفكارها.
لذلك، كان ضروريًا وضع أداة قانونية دولية تتيح للحكومات دعم وتشجيع (من خلال الدعم الحكومي مثلًا) وحماية (من خلال نظام الكوتا المحلية مثلًا) القطاعات الإبداعية وقيمة الثقافة العامة، من دون النظر إلى ذلك كتدخل غير نزيه في السوق الحر من قبل الدولة.
في أيلول/سبتمبر 2001، أطلق الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك "الحرب على الإرهاب"، بقيادة الولايات المتحدة بالدرجة الأولى. تم تبني الاتفاقية رسميًا عام 2005، ونالت الموافقة سريعًا من معظم الدول الأعضاء، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في آذار/مارس 2007.
بحلول ذلك الوقت، كانت "الحرب على الإرهاب" ونتائجها قد أدت إلى المزيد من الهجمات الإرهابية التي أثرت على الاتفاقية، على الأقل في كون "التنوع الثقافي" بدأ يفقد جاذبيته، مع تصوير "الحرب على الإرهاب" على أنها "صراع الحضارات"، ما أدى إلى التشكيك في "التعددية الثقافية" باعتبارها استراتيجية سياسية واجتماعية للتعايش، مع تزايد الإصرار على ضرورة التزام سكان كل دولة القيم المهيمنة في المجتمع الذي يقيمون فيه.
وفي عام 2016، مع نجاح ترامب في الانتخابات، وإصداره أوامر تنفيذية تقضي بمنع المسافرين من ست دول أغلبية سكانها من المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ومع ازدياد التعصب القومي في العديد من الدول الأوروبية، والصراعات المستمرة التي تتسبب في موجات هائلة من اللاجئين، تزداد الحاجة للسؤال عن معنى "التعدد الثقافي" وصلته بعصرنا الحالي.
في هذا العالم المتغير، يتوجب على داعمي الاتفاقية إعادة صناعة المعنى وصلتها بالمؤتمر، وتحديد ما إذا كان للاتفاقية أن تساهم في تشكيل عالمنا المتغير.
تُعقَد أيضًا ندوة عامة حول يوم التعدد الثقافي العالمي، يوم الأحد 21 أيار/مايو، والذي يتبع الندوة البحثية، ويشارك في الندوة عبد الله الكفري (اتجاهات-ثقافة مستقلة، سوريا، لبنان) وعادل السعدني (جمعية راسين، المغرب) وعمار كساب (بنك التنمية الإفريقي، نيجيريا، ساحل العاج)، ليناقشوا معنى التنوع الثقافي في عالمنا اليوم.