السودان: السلطات الأمنية تمنع إعلان جائزة الطيب الصالح للإبداع هذا العام
Oct 2014ألغت السلطات الأمنية المختصة في السودان المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي التي ينظمها سنوياً مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأمدرمان، والذي كان من المقرر له أن يُعقد بتاريخ 21 تشرين الأول كما جرت العادة من أن انطلقت الجائزة قبل 12 سنة.
ووفقاً لتصريحات مدير المركز الوليد سوركتي فإن السلطات الأمنية رفضت قيام المؤتمر الصحفي، بحجة أن المركز مُسجل بوزارة الاتحادية، في حين أن التسجيل يجب أن يكون بوزارة الثقافة الولائية. وكشف سوركتي عن شروعهم في إجراءات التسجيل في الوزارة الولائية، وبأنهم أبرزوا خطاب التسجيل للسلطات الأمنية، إلا أن السلطات رفضت الخطاب وطالبتهم بإبراز شهادة التسجيل.
وعلى الرغم من أنه تم إعلام المركز بهذا القرار في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وشروعه في الإجراءات الجديدة؛ إلا أن الكثير من العراقيل البيروقراطية وغيرها وقفت في طريق إكمال التسجيل لدى الوزارة الولائية قبل موعد إعلان نتائج الجائزة. ذلك ما دفع إدارة المركز إلى استخراج شهادة من مسجّل الجماعات الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام في ولاية الخرطوم، قبل يومين من موعد المؤتمر الصحفي، نصّت على أن المركز بصدد التسجيل، ويُسمح له بإقامة فعاليات "جائزة الطيب صالح" في دورتها الثانية عشرة، وما يصاحبها من ندوات في الفترة الواقعة بين 19 و21 تشرين الأول/ أكتوبر. لكن حين تم تقديم هذه الشهادة إلى السلطات الأمنية، لم تقبل بها، ملغيةً بذلك إقامة الفعالية.
وذكر سوركتي في تصريحاته للصحافة أن موعد إعلان الجائزة الذي يصادف الذكرى السنوية للثورة الشعبية في 21 تشرين الأول (أكتوبر) 1964 التي أطاحت نظام الجنرال إبراهيم عبود، لم يتغير منذ انطلاقتها قبل 12 عاماً وغدت مناسبة ثقافية معلومة في الداخل والخارج ولا يتعدى برنامجها إعلان الفائزين، ومؤتمراً نقدياً وتكريم بعض الرموز الثقافية، ولكن كل ذلك لم يُراعَ!
وتعتبر جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي من أبرز المناسبات الثقافية التي شهدتها الخرطوم في العقد الأخير، إذ قدمت العديد من الأسماء الروائية والنقدية الجديدة، مثل عبد العزيز بركة ساكن ومنصور الصويم وسواهما من الروائيين المتميزين.
وتأسست الجائزة من وديعة مالية كانت جمعتها نخبة من أصدقاء الروائي الشهير الطيب الصالح عام 2003 لتكريمه، إلا أنه طلب تخصيصها لجائزة سنوية هدفها الارتقاء بالرواية السودانية.
يشار إلى أن السلطات السودانية كانت أغلقت في وقت سابق بعض المراكز الثقافية السودانية المستقلة ومن أهمها مركز الدراسات السودانية الذي أسسه المفكر حيدر إبراهيم لخدمة الثقافة السودانية.