ليبيا: هجوم على كتّاب وأدباء شباب وحملة تضامن مضادة
Sep 2017تعرّض مجموعة من الكتّاب والأدباء الليبيين الشباب خلال شهر أيلول/ سبتمبر 2017 إلى حملة واسعة من الهجوم والتشهير وصلت إلى التهديد على صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وذلك بعد أيام قليلة من صدور كتاب جماعي يحمل عنوان شمس على نوافذ مغلقة وتضمن مجموعة من كتاباتهم في مجالات الشعر والقصة والرواية.
وقد جاءت حملة التشهير، والتي وصلت إلى حد تكفير وتخوين بعض الكتّاب المشاركين، بسبب ورود بعض الكلمات والعبارات في بعض النصوص وأحدها هو رواية كاشان، وهي رواية منشورة سابقاً في ليبيا عام 2012.
وفي أحد الردود على هذه الحملة، أطلق عدد من المثقفين والفاعلين الثقافيين والفنانين حملة تضامنية مع الكتّاب المشاركين في الكتاب دعوا من خلالها جميع المعنيين بالانضمام والتوقيع على البيان الذي تناقلته المواقع الإخبارية ووسائط التواصل الاجتماعي وجاء فيه: "من حق الجميع تكوين الرأي حول ما ورد في هذا النص، والنقاش حوله، وهو ظاهرة صحية ومطلوبة وحق مكفول؛ إلا أن الأمر تجاوز الاعتراض الهادئ الرصين واختلاف الرؤى والأفكار، ليأخذ منحًى خطيرًا هدد مصائر هؤلاء الكتاب ومن تضامن معهم وطال التهديد أسرهم فيما يُعدّ إرهابًا فكريًا، يتعرض له الكتاب الليبيون بمباركة أو صمت وتجاهل كثير من المؤسسات الرسمية؛ حيث أصدرت بعض هذه الجهات بيانات تدين أولئك الكتاب أو تشجع على استهدافهم، في حين كان يمكن لها اللجوء للطرق المعتادة والمتعارف عليها قانونياً في مثل هذه الحالات كشطب الألفاظ التي قد تخدش الحياء العام، وأن يُتخذ ما يمكن أن يشكل حماية للكتاب ومحرري الكتاب.
وفي ظل ما تمر به ليبيا من فقدان الأمن وانتشار الميليشيات المسلحة تصبح مثل تلك التهديدات ذات خطورة ماثلة تستلزم الوقوف ضدها من قبل كل من يتخذ موقفًا مبدئيًا لصالح حرية الفكر والإبداع ويعارض الإرهاب الفكري.
لذا؛ يندد الموقعون على هذا البيان بهذه الحملة الضارية، ويدينونها، ويطالبون بإيقافها العلني والفعلي، كما يطالبون الجهات الرسمية ذات العلاقة بالثقافة والسلطات القائمة تحمّل المسؤولية في حماية الكُتاب والمحررين ودار النشر والمنظمين لحفلات التوقيع. كذلك على هذه الجهات تَحمُّل مسؤوليتها كاملة إزاء ما قد يحدث من ضرر لهم. كما عليها أن تضع حدا لإغلاق المراكز الثقافية وتكميم الأفواه وهي المسؤولة على حرية الفكر والنشر والإبداع وحماية الكتاب والمبدعين".