مصر: سينما ريفولي تحترق على خلفية خسارة وهدم مستمرين للمباني الأثرية في مصر
Sep 2018شب حريق ضخم في مبنيى سينما ريفولي في العاصمة المصرية القاهرة يوم 8 آب/ أغسطس 2018.
الحريق الذي استمر لأكثر من 10 ساعات أتى على ثلاثة طوابق منها الطابق الذي يضم قاعة العرض الرئيسية في السينما.
يتجاوز عمر المبنى 200 عام (كانت قد أنشأت عام 1800 كأحد القصور الفخمة قبل تحويلها بعد 100 عام إلى سينما) وهو مُسجل في سجلات الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بصفته مبنى ذو طابعٍ معماريٍ مميز منذ عام 2010.
لم تتمكن المعاينة الأولية للشرطة من تحديد سبب الحريق، ولكن يعزو البعض السبب إلى أعمال مشروع الخط الثالث لميترو الأنفاق المحيطة بمبنى السينما.
وكانت مصر قد شهدت خلال السنوات القليلة الماضية هدماً وإغلاقاً لعدد كبير من قاعات المسارح والسينما التاريخية، حيث يبلغ عدد المباني التراثية في مصر وفقا للإحصائيات الرسمية الصادرة عن جهاز التنسيق الحضاري نحو 6500 مبنى. ووفقاً لتصريحات سمير رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري السابق ورئيس مركز ارتقاء للارتقاء بالثقافة والتراث والتنسيق الحضاري، فإن 75% من المباني التراثية فقدتها مصر خلال 3 سنوات من 2011 إلى 2014.
في محافظة القاهرة يوجد 1163 مبنى تراثياً، وقد تعرضت العديد من المباني في السنوات الأخيرة للهدم أهمها هدم بیت المهندس التاریخي عام 2014، وفي عام 2018 تم هدم جزئي لفندق الكونتنينتال أحد المباني الخديوية بوسط القاهرة.
في حي منيل الروضة بالقاهرة هدمت أربع دور عرض: الجزيرة، والروضة، وجرين، وفاتن حمامة، علاوة على مسرح مينوش الجزيرة.
أما الاسكندرية فقد فقدت بين عامي 2007 و2014 36 مبنى تراثياً عن طريق الهدم، منها هدم سينما ومسرح اسماعيل يس، ومسرح نجيب الريحاني، ومسرح الفن، ومسرح وسينما السلام الصيفي. وفي عام 2015 تم هدم فيلا شيكوريل والتي يرجع بناؤها إلى عام 1930، وقد كانت مدرجة في قائمة حفظ التراث، أما فيلا جوستاف أجيون فقد هدمت عام 2016، وكل من فيلا لورانس داريل وفيلا أمبرون وعمارة راقودة عام 2017.
وفي عام 2016 هدمت في أسيوط سينما ريسانس أسيوط، وتم بناء مجمع سكني مكانها، وكانت تلك السينما هي الوحيدة المتبقية في أسيوط بعد إغلاق سينما مصر الصيفي.
يكتب القاص والكاتب المصري د. أحمد الخميسي عقب حريق سينما ريفولي مستعرضاً تاريخاً طويلاً من هدم وإهمال المباني الأثرية الثقافية في مصر: "تتهرب وزارة الثقافة من مسئوليتها عن دمار صناعة السينما بهدم دور العرض وهي المتنفس الاقتصادي لتلك الصناعة، وتتهرب وزارة الآثار كذلك بدعوى أن تلك الأماكن التي تهدم لم تدرج بصفتها ” آثارا” لأنه لم ينقض علي بنائها مئة عام. ويبقى مفتاح القضية في إعادة العمل بالقانون 67 الذي حظر هدم دور العرض، وفي تفعيل هذا القانون، وإلا سيظل مبدأ”الربحية الأعلى”يلتهم كل شيء: الاقتصاد القومي، والثقافة، وذكريات أعمارنا، ومستقبل التطور".